ديريكت بريس// الرباط // محمد بخاري
أحدث فيلم الممثل والمنتج سعيد الناصري جدلًا واسعًا في الأوساط الفنية المغربية، حيث انقسمت الآراء حول جودته بين إعجاب الجمهور وانتقاد المختصين. ورغم بساطة القصة والسيناريو، نجح الفيلم في تحقيق ما يقارب 11 مليون مشاهدة على منصة يوتيوب، متربعًا على عرش الطوندونس المغربي في وقت قياسي.
هذا النجاح الكبير يطرح تساؤلات عدة حول أسباب شعبية الفيلم ومدى تأثيره على الساحة الفنية، خاصة أنه جاء في ظل انتقادات متزايدة لما وُصف بـ”التفاهة” التي تغزو الطوندونس المغربي في الآونة الأخيرة.
نجاح شعبي لافت
استطاع سعيد الناصري بفيلمه هذا أن يجذب شريحة واسعة من الجمهور المغربي، حيث انعكس ذلك على عدد المشاهدات الهائل الذي حققه. يبدو أن بساطة القصة وسهولة الطرح كانتا من أبرز عوامل جذب المشاهدين، خاصة أن العمل قدم محتوى خفيفًا يناسب تفضيلات الجمهور العام الباحث عن الترفيه.
نقد فني حاد
على الجانب الآخر، يرى النقاد وأهل الاختصاص أن الفيلم، رغم نجاحه الجماهيري، يعاني من ضعف واضح على مستوى السيناريو، التصوير، وأداء الممثلين. وُصف العمل بأنه أقل من متواضع من الناحية الفنية، مما يعكس تحديًا يواجهه الإنتاج السينمائي المغربي في تحقيق التوازن بين إرضاء الجمهور والارتقاء بالجودة الفنية. وأيضا يرى بعض النقاد أن نجاح الفيلم قد يعكس تحولًا في ذوق الجمهور المغربي نحو تفضيل الأعمال الخفيفة التي لا تتطلب تعقيدًا فكريًا أو جهدًا في المتابعة. هذا الأمر يثير قلقًا حول مستقبل السينما المغربية، التي قد تجد نفسها مضطرة للاختيار بين النجاح التجاري والابتعاد عن المحتوى الجاد والمبتكر.
بين الانتقاد والإشادة
مهما كانت الآراء متباينة، لا يمكن إنكار أن الفيلم قد نجح في تحقيق انتشار واسع وكسب قاعدة جماهيرية كبيرة، مما يجعله ظاهرة تستحق الدراسة. فقد يكون هذا النجاح دعوة للمخرجين والمنتجين المغاربة لتقديم أعمال تجمع بين الجاذبية التجارية والجودة الفنية، لتلبية تطلعات الجمهور والنقاد على حد سواء.
في النهاية، يظل فيلم سعيد الناصري مثالًا حيًا على الجدل بين الشعبية والجودة، وهو جدل مستمر في جميع الصناعات الفنية حول العالم.