spot_img

ذات صلة

كل المقالات

سيدي رحال الشاطئ.. مدينة تعاني الإهمال التنموي وسط اختناق عقاري وبنية مهترئة

إعداد: فريق “ديركت بريس مغرب”

رغم موقعها الساحلي الاستراتيجي وقربها من الدار البيضاء، لا تزال مدينة سيدي رحال الشاطئ، التابعة لإقليم برشيد، غارقة في مشاكل تنموية مركبة، تقف على رأسها أزمة العقار المحبس، وضعف في البنيات التحتية، وهشاشة اجتماعية، وسط صراعات سياسية تُعيق الإصلاح.

العقار المحبس.. “رقبة” التنمية مختنقة

العقار المعروف بـ الرسم العقاري 13990/س، الذي يمتد على أزيد من 490 هكتاراً (أي نحو ثلثي المدينة)، يُعد وقفا معقبا عائلياً علوياً يمنع البناء والتصرف في الرقبة، وهو ما جعل كل مشاريع التهيئة والتجهيز متوقفة منذ سنوات.
وقد تضاعفت الأزمة بعد إيقاف التراخيص منذ 2019، وسط تناقضات في التسعير و عدم وضوح مقرر تحديد اثمنة المعاوضة و عدم تحديد المعني بها (من 500 درهم إلى 2500 درهم للمتر المربع)، وتجميد الترخيص بالبناء الا بعد أداء ثمن المعاوضة و هو ما ادى إلى توقف مشاريع سكنية كانت تنتظر التسوية.

بنية تحتية مهترئة وخدمات شبه منعدمة

رغم الكثافة السكانية التي تفوق 15 ألف نسمة، لا تتوفر المدينة سوى على مدرسة ثانوية واحدة، ومستوصف صحي محدود التجهيز، بينما مشروع المستشفى المحلي متوقف عند 70% من الإنجاز.
وتعاني أحياء كـ دوار الشرفاء والحيط الصغير و اغلب دواوير المدينة من غياب شبكات الماء والصرف الصحي و توقف مشاريع إعادة الهيكلة، إضافة إلى عزلة بعض الدواوير مثل مول العلام بسبب نقص الطرق والمسالك.

الأمن في خطر والهجرة السرية على الخط

شهدت المدينة في السنوات الأخيرة ارتفاعاً في الجريمة، أبرزها حادث إطلاق نار مروع سنة 2021. كما أصبحت بؤرة للهجرة السرية، حيث تم توقيف عدة شبكات، آخرها في ماي 2025 عندما أوقف الدرك 14 مرشحاً لـ”الحريك”.

خلافات سياسية تؤجل الحلول

تعيش الجماعة صراعات متكررة بين مكوناتها، آخرها نزاع حول عزل النائب الثاني للرئيس، وتدخل عامل الإقليم لإلغاء قرارات تمس اختصاصات وزارة الأوقاف، و انهاء مهام مدير مصالح الجماعة بعد صراع بيبنه و بين بعض مكونات المجلس ما جعل التنمية رهينة حسابات سياسوية ضيقة.

هل من حلول واقعية؟

يرى متابعون أن حلحلة الملف العقاري هو مدخل التنمية بالمدينة. ومن بين الحلول المقترحة:

  • تكوين لجنة وزارية لحسم مصير العقار الحبسي عبر حلول واضحة و واقعية تضمن حق المتسفيدين من الوقف و الاوقاف العامة.
  • مراجعة تصميم التهيئة لدمج الأحياء المنسية و تنزيله لانه متوقف مند اكثر من عشرين سنة.
  • تسريع تجهيز المستشفى المحلي وبناء مدارس و مراكز تكوين جديدة تضمن تكوين شباب المنطقة.
  • إحداث مفوضية شرطة وتعزيز الموارد الأمنية.
  • الاستثمار في السياحة المستدامة باستغلال شهادة “اللواء الأزرق” التي حصل عليها شاطئ المدينة.

سيدي رحال الشاطئ ليست مجرد شاطئ موسمي، بل مدينة تختنق بين واقع إداري صعب، وبنية مهملة، وساكنة تنتظر من الدولة إنصافها. فهل تتحرك السلطات لحل ملف العقار، وتضع المدينة أخيرًا على سكة التنمية؟
الجواب بيد الحكومة ووزارة الأوقاف، وباقي المتدخلين المعنيين بالتخطيط الحضري والعدالة المجالية.


📌 التقرير أنجز بناءً على معطيات ميدانية وتحقيقات خاصة لـ “ديركت بريس مغرب” – يونيو 2025

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img