كريديد – إقليم سيدي بنور /عبد الغني السوري
تعيش ساكنة جماعة كريديد بإقليم سيدي بنور على وقع الخوف والقلق نتيجة التدهور الكبير الذي طال قنوات السقي الفلاحي المنتشرة بالمنطقة، والتي تحولت بفعل الإهمال وغياب الصيانة إلى مصائد تهدد سلامة السكان، خصوصاً الأطفال والمواشي.
فبعد سنوات من الجفاف وتوقف التزويد بماء السقي، باتت هذه المنشآت الإسمنتية في حالة يرثى لها، ما يجعلها عرضة للانهيار في أية لحظة. وقد تأكدت هذه المخاوف بعد تسجيل حادث مأساوي أودى بحياة شخص سقطت عليه إحدى القنوات أثناء استظلاله بها.
ويُعد الأطفال الفئة الأكثر عرضة للخطر، إذ يضطر العديد منهم إلى المرور بجوار هذه القنوات بشكل يومي في طريقهم إلى المدرسة أو أثناء مرافقتهم لأسرهم في رعي الماشية. وقال أحد شباب المنطقة في تصريح لجريدتنا: “نعيش في خوف دائم على أطفالنا. قبل مدة قصيرة فقدنا شخصاً بسبب انهيار قناة، ولا نريد أن تتكرر المأساة مجدداً”.
هذا الوضع دفع ساكنة الجماعة إلى توجيه نداء عاجل للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي والسلطات الإقليمية من أجل التدخل الفوري، عبر إجراء معاينة تقنية شاملة وتقييم مدى صلاحية هذه القنوات. ويطالب السكان إما بصيانتها بشكل كامل في أفق إعادة استعمالها، أو إزالتها إن لم تكن هناك أية نية لإعادة تشغيلها مستقبلاً.
في ظل هذا الإهمال المزمن، تؤكد ساكنة كريديد أن حياتهم باتت معلقة بين أسمنت آيل للسقوط وإهمال قاتل، في انتظار تحرك يضع حداً لخطر يُحدق بهم كل يوم.