spot_img

ذات صلة

كل المقالات

مؤسسة “بول آرين” تكرّم التلميذة زينب أمغار.

تفوقت في امتحانات الباكالوريا على مستوى عمالة مقاطعة الحي...

مشروع “القرآن الأوروبي”.. هل يعلن تحولاً روحياً في قلب أوروبا؟

✍️ بقلم: الصحافي حسن الخباز في خطوة غير مسبوقة على...

الكلاب الضالة تهدد سلامة المواطنين بحي الأندلس ببوسكورة وسط صمت الجهات المعنية

متابعة: قديري سليمان – ديريكت بريس مغرب مع اقتراب فصل...

مشروع “القرآن الأوروبي”.. هل يعلن تحولاً روحياً في قلب أوروبا؟

✍️ بقلم: الصحافي حسن الخباز

في خطوة غير مسبوقة على مستوى البحث الأكاديمي الأوروبي، عاد مشروع “القرآن الأوروبي” (EuQu) ليتصدر الجدل العام، بعد سنوات من التأسيس الهادئ داخل الأوساط الجامعية والعلمية. المشروع الذي يموله الاتحاد الأوروبي بمبلغ يقارب 10 ملايين يورو، يهدف إلى استكشاف أثر القرآن الكريم على الفكر والثقافة والدين في أوروبا بين سنتي 1143 (تاريخ أول ترجمة لاتينية للقرآن) و1850.

ورغم طابعه الأكاديمي، وجد المشروع نفسه في قلب عاصفة إعلامية وسياسية، خاصة بعد نشر صحيفة لو جورنال دو ديمانش الفرنسية مقالاً سلط الضوء على خلفيات المشروع، لتندلع بعدها حملة يمينية تتهمه بـ”خدمة أجندة الإخوان المسلمين”، وهو ما اعتبره عدد من الباحثين “تشويها متعمداً يهدد حرية البحث العلمي في أوروبا”.

ويقول الباحث الفرنسي جون تولان، منسق المشروع، إن “القرآن ليس أوروبياً، لكنه ترك أثراً عميقاً في الفكر الأوروبي مثل الكتاب المقدس تماماً”، مشدداً على أن هدف المشروع هو تحليل استقبال الأوروبيين للقرآن وكيفية ترجمته وتفسيره في سياقاتهم الثقافية والفكرية.

من بين ثمار المشروع، نجد 11 مؤلفاً جماعياً، و6 كتب فردية، و4 أطروحات دكتوراه، وأكثر من 30 مقالاً علمياً، إضافة إلى قصة مصورة موجهة للجمهور العريض، كلها تصب في فهم مكانة النص القرآني في التكوين التاريخي والثقافي لأوروبا.

كما أضاءت الباحثة إيمانويل ستيفانيديس على البعد الأدبي للموضوع، حيث كشفت كيف تأثر كبار الأدباء الأوروبيين أمثال غوته وبوشكين وفيكتور هوغو بسور قرآنية أعادوا صياغتها شعرياً، فيما استشهد جان جاك روسو بالقرآن كنموذج للقانون في مؤلفه “العقد الاجتماعي”.

لكن هذه الجهود الأكاديمية لم ترق لبعض الفصائل السياسية، إذ تساءل أعضاء في البرلمان الأوروبي عن جدوى تمويل المشروع، وطالب وزير فرنسي من حكومة ماكرون بتشديد الرقابة على صرف الأموال الأوروبية “كي لا تموّل أعداء القيم الأوروبية”، حسب تعبيره.

ورداً على هذا التوجه، أصدر أكثر من 80 أكاديمياً بياناً دعموا فيه المشروع، مندّدين بـ”محاولات قمع حرية الفكر” تحت ذرائع أيديولوجية.

المثير في القضية ليس فقط ما يكشفه المشروع من علاقات تاريخية عميقة بين القرآن وأوروبا، بل حجم القلق الذي يثيره هذا الكشف في بعض الدوائر السياسية والإعلامية المتطرفة، التي تروج لصورة “أوروبا النقية” الخالية من التأثيرات الإسلامية.

فهل نحن أمام تحول ثقافي روحي جديد في أوروبا؟ وهل تؤدي هذه الأبحاث إلى تعزيز التسامح وتفكيك الصور النمطية؟ أم أن الرياح السياسية ستعرقل مشروعاً علمياً قد يكون له وقع غير مسبوق على العلاقة بين الشرق والغرب؟

أسئلة مفتوحة على ضوء “القرآن الأوروبي”… والإجابات لن تتأخر كثيراً.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img