spot_img

ذات صلة

كل المقالات

موسم “الهيلولة” بجماعة سيدي الذهبي.. اليهود المغاربة يحيون ذكرى “رابين يحيى الأخضر” بحضور رسمي واهتمام أمني

سيدي الذهبي – إقليم سطات
المراسل: حجاج نعيم

شهدت جماعة سيدي الذهبي بإقليم سطات، يوم الأحد 18 ماي 2025، اختتام فعاليات موسم “الهيلولة” الذي دأب اليهود المغاربة، داخل أرض الوطن وخارجه، على تنظيمه سنويًا تخليدًا لذكرى الحاخام الجليل “رابين يحيى الأخضر”، المدفون بمنطقة الحجرات التابعة لدوار المعاريف.

وقد مرت هذه المناسبة في أجواء يسودها الانضباط والتنظيم، وسط حضور أمني مكثف شمل مصالح الأمن الوطني، والاستعلامات العامة، والسلطة المحلية، وعناصر من مراقبة التراب الوطني، ما يعكس الأهمية التي تحظى بها هذه الشعيرة الدينية لدى اليهود المغاربة.

وفي خطوة رمزية تنم عن الاعتراف بالتنوع الديني والثقافي الذي يميز المملكة، حل الكاتب العام لعمالة إقليم سطات مرفوقًا بوفد رسمي هام، لحضور اليوم الأخير من هذا الموسم، حيث تم استقباله من طرف بينو كوهين، المشرف على المعلمة الدينية، إلى جانب فعاليات من المجتمع المدني وأعيان المنطقة.

جذور تاريخية عميقة لليهود بجماعة سيدي الذهبي

يعود الحضور اليهودي بهذه المنطقة إلى أواخر القرن التاسع عشر، حين استقرت جالية يهودية قادمة من تامسنا، بعد توقيع اتفاق صلح تزامن مع الاضطرابات الأمنية التي شهدتها قصبة ابن أحمد. وقد لعب دور الوساطة فيه كل من الجيلالي المعروفي وممثلون عن قنصليات أجنبية آنذاك (فرنسا، إنجلترا، الولايات المتحدة).

استقر اليهود في دوار المعاريف وأسسوا “خلوة” دينية، وسرعان ما تطور وجودهم إلى بناء مساكن وأسواق، ما جعل منطقة “الملاح”، وهي مركز جماعة سيدي الذهبي حاليًا، قبلة تجارية مزدهرة تمارس فيها أنشطة حرفية وتجارية متنوعة، أبرزها تجارة الذهب والنحاس، والخرازة، والحدادة، والخياطة.

هجرة تدريجية بعد الاستقلال

مع بروز الحركة الوطنية وثورة الملك والشعب، بدأت موجة هجرة اليهود نحو إسرائيل منذ عام 1948، إلى أن غادر آخر فرد منهم المنطقة سنة 1956، بعد استقلال المغرب، تاركين وراءهم إرثًا تاريخيًا ودينيًا غنيا ما زال حاضرا من خلال موسم “الهيلولة” وذاكرة سكان المنطقة.

الهوية الوطنية الجامعة

موسم الهيلولة بجماعة سيدي الذهبي ليس فقط مناسبة دينية، بل هو تجسيد حي لروح التعايش والتسامح التي ظلت على الدوام من ثوابت الهوية المغربية، بقيادة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، الضامن لحرية المعتقد وحماية الموروث الثقافي والديني لكل مكونات المجتمع المغربي.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img