✍️ بقلم: الصحافي حسن الخباز
في خطوة رمزية لافتة، خرج شاب صحراوي من مخيمات تندوف في بث مباشر على “فيسبوك” ليحرق بطاقة التعريف الصادرة عن ما يسمى “جمهورية البوليساريو”، معلنًا بكل وضوح رفضه للكيان الانفصالي، ومؤكدًا اعتزازه بمغربيته حين قبّل بطاقته الوطنية المغربية أمام آلاف المشاهدين.
الحدث، الذي حظي بتفاعل واسع، أعاد الجدل حول تآكل شرعية الجبهة لدى الشباب الصحراوي، خاصة بعد أن وصف الشاب الملقب بـ”ولد لاتيرا” البوليساريو بأنها مجرد “آلة دعائية تخدم أجندات خارجية وتغتال الحقيقة داخل المخيمات”.
خرجته الجريئة، كما وصفها فاعلون حقوقيون، ليست إلا انعكاسًا لتحول عميق داخل أوساط الصحراويين، ممن اكتشفوا زيف الشعارات، وانفضح أمامهم الاستغلال السياسي والاقتصادي لمعاناتهم من قبل قيادة انفصالية ترفض أي حل واقعي أو تنمية.
ويؤكد عدد من العائدين إلى أرض الوطن، أن أغلب قاطني المخيمات يطمحون للعودة إلى حضن المغرب بعد أن تبين لهم الفارق الصارخ في الحريات ومستوى التنمية بين المخيمات والأقاليم الجنوبية للمملكة، والتي تحولت إلى نموذج تنموي في الصحراء بفضل الاستثمارات والاعترافات الدولية المتزايدة بمغربية الصحراء.
بينما تتوالى الضربات الدبلوماسية المغربية عبر افتتاح قنصليات في العيون والداخلة، يبدو أن “الكيان الوهمي” بدأ يتآكل من الداخل بفعل وعي صحراوي جديد يرفض البقاء رهينة لماضٍ صنعه الوهم، ويتطلع لمستقبل واقعي تحت السيادة الوطنية.
إنها ليست سوى بداية النهاية، وصوت “ولد لاتيرا” قد يتحول قريبًا إلى موجة شعبية تُسقط ما تبقى من أوراق الانفصال.