“لايف للإغاثة والتنمية” تتوّج بجائزة دبي الإنسانية بعد 32 سنة من العمل الميداني**
إعداد: تسنيم الريدي
أفادت تقارير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ببلوغ عدد النازحين قسرًا واللاجئين حول العالم أزيد من 124.2 مليون شخص، وهو ما يمثل 1.5% من سكان العالم. وتُظهر البيانات أن ثلث هؤلاء فقط ينحدرون من السودان وميانمار، فيما تُشير التوقعات إلى ارتفاع حالات النزوح في كل من أفغانستان، الكونغو، سوريا، اليمن وفنزويلا، نتيجة الصراعات، وتغير المناخ، وتداعيات الحروب، والانهيار الاقتصادي والاجتماعي.
“لايف”: جهود إنسانية عبر خمس قارات منذ 1994
وسط هذه الأرقام المقلقة، سلط مؤتمر “ديهاد” الدولي للإغاثة والتنمية الذي عُقد في دبي هذا الشهر، الضوء على مؤسسة “لايف للإغاثة والتنمية” (Life For Relief And Development)، التي حصدت جائزة دبي الإنسانية لهذا العام عن فئة “الشراكة الأكثر فعالية”، نظير مشاريعها الإنسانية وعلى رأسها مخيمات إيواء النازحين في قطاع غزة.
وقال خليل مايك، رئيس قسم التطوير في المؤسسة، إن “لايف” انطلقت عام 1994، واشتغلت منذ بداياتها على تقديم الدعم الغذائي والطبي والإيواء لمناطق النزاع والكوارث، بداية من العراق والبوسنة واليمن، وصولاً إلى سوريا، ليبيا، ميانمار، إفريقيا، وغزة.
وأضاف أن دعم “لايف” استمر لسنوات في مناطق منكوبة مثل الجزائر وتونس وتركيا، وتوسّع لاحقًا ليشمل ضحايا الزلازل، الفيضانات، الإعصارات، وموجات الجفاف، في أكثر من 40 دولة حول العالم.
من الدعم الطارئ إلى الاستقرار: مشاريع طموحة على الأرض
أوضح خليل مايك أن المؤسسة لم تكتف بالدعم الإغاثي السريع، بل عملت على خلق مناخات مستقرة للنازحين من خلال مشاريع طويلة الأمد، من بينها مشروع “من الخيام إلى البيوت”، والذي تم بموجبه إنشاء 50 ألف وحدة سكنية آمنة في شمال سوريا.
كما أطلقت المؤسسة مبادرات لتعليم الأطفال في مخيمات الإيواء بكل من اليمن، سوريا، العراق، وغزة، إلى جانب توفير برامج الدعم النفسي والاجتماعي، خاصة في مناطق النزاع.
دعم غزة في أصعب الظروف: تضامن يتخطى التحديات
في تصريح للدكتور عبد الوهاب علاونة، المدير الإقليمي لمكاتب “لايف” في فلسطين والأردن، أكد أن المؤسسة واجهت تحديات غير مسبوقة في قطاع غزة بسبب استمرار القصف، وانقطاع الكهرباء وشبكات الاتصال، لكنها تمكنت من الوصول إلى الأسر المتضررة، وأنشأت مراكز إغاثة شاملة، بتنسيق مع شركاء دوليين ومحليين.
وقد تحوّلت الملاجئ الجماعية التي أُنشئت في غزة إلى رموز للأمل والتعافي، وسط تضامن عالمي واسع مع القضية الفلسطينية والحق في العيش الآمن.
خيام مقاومة للعوامل المناخية والحرائق
تميزت خيام “لايف” التي وفّرتها لمتضرري الكوارث بمواصفات متطورة، حيث صُنعت من مادة PVC المقاومة للحرارة والرطوبة والبرد، كما تم تجهيزها بطبقة داخلية عازلة توفر خصوصية كاملة وظروف معيشية مريحة، وهو ما أنقذ آلاف النازحين من الموت برداً أو احتراقاً.
تكريم مستحق في مؤتمر ديهاد
اختُتم المؤتمر بإشادة جوزيبي سابا، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي الإنسانية، بمجهودات “لايف”، مؤكدًا أن الجائزة تجسد ثقافة الشراكة والتعاون الإنساني، والتي أصبحت إحدى أعمدة العمل الإغاثي في القرن الحادي والعشرين.
