متابعة – قديري اسليمان
تعيش جماعة بوسكورة على وقع مرحلة انتقالية مهمة بعد انتخاب عبد الكريم المالكي رئيسًا جديدًا للجماعة، خلفًا للرئيس السابق بوشعيب طه الذي تم عزله على خلفية تقارير رقابية رصدت اختلالات متعددة في تدبير الشأن المحلي.
وجاء قرار العزل، وفق مصادر مطلعة، بعد تدخل لجان المراقبة التابعة للمجلس الأعلى للحسابات، التي وقفت خلال زيارات ميدانية على خروقات همت البنيات التحتية، وانتشار البناء غير القانوني، وتدهور وضعية المرافق العمومية، وهو ما اعتبرته الساكنة عاملاً رئيسياً في تراجع التنمية المحلية، رغم المكانة الاقتصادية التي تحتلها المنطقة باعتبارها قطبًا صناعيًا مهمًا يساهم في الاقتصاد الوطني.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن تقارير مفصلة رُفعت إلى الجهات المختصة، لتتم على إثرها متابعة بعض المسؤولين السابقين المتورطين في ملفات وُصفت بالخطيرة، ما مهد الطريق أمام انتخاب رئيس جديد يقود مرحلة التغيير والإصلاح.
وتم انتخاب عبد الكريم المالكي رئيسًا للجماعة بعد حصوله على ثقة أغلبية المستشارين، مستفيدًا من تجربته الطويلة داخل المجلس الجماعي، حيث شغل سابقًا مهام متعددة، من بينها مقرر الميزانية، إضافة إلى مساهمته في تنظيم أنشطة ثقافية واجتماعية أبرزها المهرجان الربيعي لبوسكورة. كما يمتلك المالكي تجربة في قطاع التعليم، ما يمنحه معرفة دقيقة بمتطلبات المنطقة وساكنتها.
وتنتظر المالكي تحديات كبرى، أبرزها إعادة تأهيل البنيات التحتية، محاربة البناء العشوائي، تحسين المرافق العمومية، واسترجاع ثقة الساكنة التي تطمح إلى مرحلة جديدة تضع حدًا لسنوات من التهميش.
ويرى متتبعون للشأن المحلي أن نجاح الرئيس الجديد سيعتمد على وضع خطة استراتيجية واضحة ترتكز على الشفافية والالتزام بمبادئ الحكامة الجيدة، خاصة أن بوسكورة تتطلع إلى أن تتحول من منطقة تعاني من مظاهر العشوائية إلى قطب حضري متكامل يواكب مكانتها الاقتصادية.
ويبقى السؤال المطروح: هل سينجح عبد الكريم المالكي في طي صفحة الماضي وفتح أفق جديد للتنمية، أم أن التحديات ستبقي دار لقمان على حالها؟