spot_img

ذات صلة

كل المقالات

تصعيد إسرائيلي في الجنوب اللبناني.. و”قوة الرضوان” تحت النيران

ديريكت بريس مغرب – قسم الشؤون الدولية دخلت التوترات المتصاعدة...

منتزه بوسكورة… من فضاء للنزهة إلى وكر لسلوكيات مشبوهة؟!

متابعة: قديري سليمان – ديريكت بريس مغرب يشهد منتزه بوسكورة...

تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل: الشرق الأوسط أمام مرحلة مفصلية من الصراع

بقلم: العلوي زكرياء– ديريكت بريس مغرب

يعيش الشرق الأوسط على وقع تصعيد متسارع وخطير بين إيران وإسرائيل، ينذر بإعادة رسم خريطة التوازنات الجيوسياسية في المنطقة، ويفتح الباب أمام مواجهات مباشرة لم تعد مستبعدة كما في السابق.

تطورات الهجوم الإسرائيلي الأخير

فجر التصعيد مجدداً بعد قيام إسرائيل بشن هجوم نوعي استهدف قيادات عسكرية وعلماء نوويين إيرانيين، في عملية وصفت بأنها الأجرأ منذ سنوات. وأفادت مصادر غربية بأن الغارة استهدفت منشآت سرية لها علاقة ببرنامج إيران النووي، فضلاً عن شخصيات محورية في المشروع النووي الإيراني، وذلك في محاولة لشل القدرات العلمية والتقنية لطهران.

ويأتي هذا الهجوم ضمن الاستراتيجية الإسرائيلية المعروفة بسياسة “المعركة بين الحروب”، التي تهدف إلى استباق أي تهديد إيراني محتمل وتعطيل برامجها التسليحية النووية في مهدها.

التكتيك الإسرائيلي: ضرب البنية النووية وتعطيل القيادات

تركز إسرائيل منذ سنوات على تفكيك منظومة البحث والتطوير الإيرانية من خلال استهداف العلماء، مراكز البحث السرية، وأجهزة الطرد المركزي المتطورة، مستفيدة من تقارير استخباراتية دقيقة وشبكة واسعة من العملاء داخل إيران. لكن العملية الأخيرة كشفت عن انتقال المواجهة إلى مستويات أكثر جرأة، قد تكون مقدمة لحرب استخباراتية أكثر حدة.

وفي الوقت نفسه، تؤكد تل أبيب أنها ستواصل عملياتها لمنع إيران من الوصول إلى العتبة النووية، خصوصاً بعد التقارير الأخيرة التي تؤكد أن طهران باتت تملك مخزوناً من اليورانيوم عالي التخصيب يكفي لصناعة أكثر من قنبلة نووية خلال أشهر قليلة.

رد فعل طهران: تهديد ووعيد

على الجانب الإيراني، توعد المرشد الأعلى علي خامنئي بالرد القاسي على ما وصفه بـ”العدوان الصهيوني الغادر”، مؤكداً أن هذه العمليات لن توقف البرنامج النووي، بل ستزيد من وتيرة تطويره.

كما حرصت طهران على توجيه رسالة للداخل الإيراني وللخارج مفادها أن فقدان بعض العلماء والقادة لن يؤثر على استمرارية البرنامج، وأن هناك أجيالاً جديدة من الباحثين مستعدة لمواصلة العمل.

اللاعب الأمريكي على خط المواجهة

تأتي هذه التطورات في سياق حساس مع تغيرات ملحوظة في الموقف الأمريكي؛ إذ باتت إدارة بايدن تميل أكثر إلى تشديد العقوبات على طهران بعد فشل مساعي العودة للاتفاق النووي. في المقابل، لا تخفي واشنطن قلقها من الانفلات الكامل للوضع بين تل أبيب وطهران، لما لذلك من تداعيات كارثية على استقرار المنطقة بأكملها.

سيناريوهات مفتوحة وخطر الحرب الشاملة

مع أن الحرب الشاملة بين إيران وإسرائيل ما تزال مستبعدة في المدى القريب، إلا أن استمرار هذا التصعيد قد يقود إلى مواجهات عسكرية محدودة قد تخرج عن السيطرة، خصوصاً في ظل تشابك الملفات بسوريا ولبنان والعراق واليمن.

ووفق بعض المحللين الدوليين، فإن التصعيد الحالي لا يتعلق فقط بإيقاف المشروع النووي الإيراني، بل يدخل أيضاً في إطار كسر النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، ومحاولة إعادة هندسة موازين القوى بالمنطقة بشكل يخدم المصالح الإسرائيلية والأمريكية على المدى الطويل.

يبقى الشرق الأوسط مجدداً على صفيح ساخن، في ظل صراع إرادات بين محورين إقليميين يتحركان في هامش مناورة ضيق وسط مراقبة دولية مشددة. وما بين إسرائيل التي تستند إلى تفوق استخباراتي وعسكري، وإيران التي تمتلك العمق الجغرافي والديموغرافي والتحالفات الإقليمية، يستمر مسلسل شد الحبل الذي قد يشعل المنطقة بأسرها في أية لحظة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img