العلوي رضى ـ سدس رحال الشاطئ.
تعيش ساكنة أحياء المحيط والأنوار والإقامات المجاورة بسيدي رحال الشاطئ منذ خمسة أيام متتالية على وقع انقطاع الماء الصالح للشرب، في أزمة خانقة قلبت حياة المواطنين رأسًا على عقب، وأثارت موجة استياء واسعة.
في اتصالات بجريدة ديريكت بريس مغرب، عبر عدد من السكان عن غضبهم مما وصفوه بـ”الوضع غير المحتمل الما مكاينش والزبل والخنز مبقيناش نقدرو نحلو شراجم ديورانا الخنز والذبان في كل بلاصة”، مؤكدين أن المدينة لم تعد صالحة للعيش، لا ماء ولا نظافة، والأزبال والروائح الكريهة تحاصر الشوارع والمنازل. بعض المتضررين ذهب أبعد من ذلك، حيث وضعوا لافتات لبيع منازلهم، معبرين عن ندمهم الشديد في اقتناء شقق بهذه المنطقة، التي تفتقر إلى أبسط شروط العيش الكريم رغم الأسعار الباهظة.
الساكنة وجهت نداءً عاجلًا إلى السلطات، وعلى رأسها عامل إقليم برشيد السيد جمال بن خلوق، مطالبةً إياه بالتدخل السريع لوضع حد لهذه الأزمة، ومحاسبة الجهات المسؤولة عن هذا الوضع، وعلى رأسها المجلس الجماعي والشركة الجهوية متعددة الخدمات، اللذان يتهمهما المواطنون بالتقصير وغياب التدبير الجاد.
أزمة الماء التي تضرب سيدي رحال الشاطئ تطرح من جديد أسئلة مقلقة حول غياب رؤية تنموية واضحة، وفشل في توفير أبسط مقومات العيش الكريم. ففي الوقت الذي كان يُنتظر أن تتحول هذه المدينة الساحلية إلى وجهة حضرية واعدة، تجد نفسها اليوم غارقة في أزمات متتالية، بين العطش وتراكم الأزبال، في صورة تختزل واقع التهميش وسوء التسيير.
إن استمرار معاناة الساكنة مع العطش وتردّي ظروف العيش في سيدي رحال الشاطئ لم يعد مقبولًا بأي حال من الأحوال و نؤكد أن ما يحدث لا يتعلق بمجرد انقطاع عابر للماء، بل يكشف عن أزمة تسيير عميقة وغياب محاسبة حقيقية. المطلوب اليوم هو تدخل عاجل وحازم من السلطات الإقليمية والجهوية، وتحمّل المسؤولين المحليين كامل مسؤولياتهم أمام ساكنة أنهكتها الأزمات، وتنتظر إجراءات عملية تضع حدًا لهذا العبث.