✍️ بقلم: الصحافي حسن الخباز
يبدو أن هذا الأسبوع كان أسبوع الحزن بامتياز، فبعد الضجة التي أثارتها قضية الطفلة ملاك، هاهي الطفلة يسرى تخطف الأضواء، ليس بإنجازاتها، بل بمأساة قضت بها نحبها، لتلتحق بطيور الجنة وتترك خلفها مدينة بركان غارقة في الصدمة والغضب.
كيف جرفتها السيول؟
كانت الطفلة يسرى عائدة من حصة الساعات الإضافية، برفقة والديها، حيث كانت أمها تحمل شقيقتها الصغيرة، بينما يمسك والدها بيدها، محاولين عبور الطريق وسط سيول الأمطار الغزيرة التي باغتت مدينة بركان.
لكن المشهد المرعب لم يدم طويلاً.. فجأة، انزلقت قدم الأب وسقط أرضاً، وقبل أن يستعيد توازنه، كانت ابنته الصغيرة بين يديه.. ثم اختفت فجأة! ابتلعتها السيول القوية وسحبتها مباشرة إلى بالوعة مفتوحة كانت تنتظر ضحيتها الجديدة بصمت قاتل.
حاول الأب المسكين اللحاق بها، لكن التيار كان أقوى منه، وعجز عن إنقاذها بينما يشاهد ابنته تُسحب أمام عينيه، وهو نفسه مصاب بجروح بليغة من السقوط العنيف.
من المسؤول عن المأساة؟
الآن، السؤال الذي يطرحه الجميع: من فتح البالوعة؟ ولماذا لم يتم وضع أي تحذيرات أو حواجز تمنع المارة من السقوط فيها؟
الجواب واضح: عمال الماء والكهرباء فتحوها لتصريف مياه الأمطار ومنع الفيضانات، لكن بدون أي إجراءات أمان، ولا حتى لافتة تنبيه. وكأن حياة البشر لا تساوي شيئًا!
“أنقذت بركان بروحها الصغيرة!”
بدأت حملة بحث جنونية، بمشاركة شباب المدينة وعناصر الوقاية المدنية، وامتدت لساعات طويلة. تحولت يسرى إلى قضية رأي عام وطني، وتفاعل معها الآلاف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أن بعض المؤثرين تحدثوا عنها أمام الكعبة المشرفة، داعين الله أن تُعاد لأحضان والديها.
لكن بعد ساعات من البحث المضني، جاء الخبر الذي خشوه جميعًا:
تم العثور على جثة يسرى في وادي الشراعة، وقد جرفتها السيول لمسافة بعيدة عن مكان سقوطها.
سقطت يسرى ضحية الإهمال والفوضى والعشوائية، وكأنها قدمت روحها قربانًا لإنقاذ مدينة بركان من الغرق.
غضب ومطالب بالمحاسبة
ما زالت مدينة بركان تغلي، والساكنة تطالب بالمحاسبة الفورية لكل مسؤول عن هذه الجريمة. لكن، وكما هو متوقع، لم يصدر أي بلاغ رسمي يوضح ما حدث، وكأن الطفلة مجرد رقم آخر يُضاف إلى قائمة الضحايا.
فهل ستُفتح تحقيقات حقيقية لمحاكمة المتورطين؟ أم أن القصة ستنتهي كالعادة بنسيان المغاربة بعد بضعة أيام؟
دم يسرى في رقابكم جميعًا.. فهل من مجيب؟