spot_img

ذات صلة

كل المقالات

تصعيد إسرائيلي في الجنوب اللبناني.. و”قوة الرضوان” تحت النيران

ديريكت بريس مغرب – قسم الشؤون الدولية دخلت التوترات المتصاعدة...

منتزه بوسكورة… من فضاء للنزهة إلى وكر لسلوكيات مشبوهة؟!

متابعة: قديري سليمان – ديريكت بريس مغرب يشهد منتزه بوسكورة...

هل نجحت إسرائيل في ضرب القلب النووي لإيران؟ التصعيد يدخل مرحلة خطيرة بعد استهداف قادة وعلماء طهران

بقلم: حسن الخباز

في واحدة من أعنف الضربات التي وجهتها إسرائيل لإيران في الآونة الأخيرة، استهدفت هجمات عسكرية فجر اليوم عدداً من كبار قادة وعلماء البرنامج النووي الإيراني، في تصعيد جديد ضمن الحرب المفتوحة بين تل أبيب وطهران على خلفية طموحات الأخيرة النووية.

الهجوم الإسرائيلي الجديد يأتي امتداداً لاستراتيجية معلنة، تعتبر فيها إسرائيل أن تعطيل المشروع النووي الإيراني أولوية قصوى لأمنها القومي، ولن تتردد في استخدام كل الوسائل المتاحة مهما كانت الكلفة لتحقيق هذا الهدف، وفق ما صرّح به أكثر من مسؤول إسرائيلي في أكثر من مناسبة.

وإذا كانت إسرائيل قد استهدفت سابقاً منشآت نطنز الشهيرة التي تعد مركز التخصيب الرئيسي لإيران، فإن التطور النوعي الحالي بات يطال العقول التي تقف خلف المشروع النووي الإيراني، من علماء وخبراء وتقنيين، إضافة إلى قادة عسكريين يشكلون الدعامة الخلفية لهذا المشروع الاستراتيجي بالنسبة لطهران.

صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، وفي تقرير مفصل لها حول الهجمات الأخيرة، اعتبرت أن استهداف منشأة نطنز يُعد إنجازاً كبيراً للجيش الإسرائيلي بالنظر إلى دورها المحوري في البرنامج النووي الإيراني، خاصة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2015، وتسارع وتيرة تخصيب اليورانيوم فيها عبر أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً وفعالية.

لكن الصحيفة كشفت في المقابل عن معطيات مقلقة بالنسبة لإسرائيل؛ أبرزها أن موقع التخصيب “فوردو” لا يزال يشكل “القلب المحصن” للبرنامج النووي الإيراني، إذ يقع على عمق كبير تحت الأرض، ما يجعله في منأى عن الاستهداف العسكري التقليدي، ويبقى صامداً رغم كل العمليات والهجمات السيبرانية السابقة كعملية “ستاكسنت” الشهيرة التي هدفت لتعطيل أجهزة الطرد المركزي.

وبحسب خبراء نقلت الصحيفة عنهم، فإن استمرار تشغيل “فوردو” يمنح إيران هامش مناورة استراتيجي في حال تعرض باقي منشآتها للتدمير، كما يسمح لها بالحفاظ على قدرات التخصيب اللازمة للاقتراب من العتبة النووية متى شاءت.

ويبدو أن المواجهة مرشحة لمزيد من التصعيد، حيث توعد المرشد الإيراني علي خامنئي في آخر خطاب له، برد قاسٍ على إسرائيل بعد مقتل عدد من القادة والعلماء، معتبراً أن الهجمات لن تثني إيران عن استكمال برنامجها، بل أعلن عن التحاق كوادر جديدة لمواصلة العمل مباشرة بعد الاغتيالات.

ومع أن إسرائيل حققت، وفق مراقبين، اختراقات نوعية في ضرب بعض أذرع المشروع النووي الإيراني، إلا أن الأوساط الاستراتيجية تتفق على أن “تفكيك القلب الصلب” للبرنامج الإيراني ما يزال هدفاً بعيد المنال، خاصة في ظل تصميم طهران على حماية منشآتها الأكثر حصانة وإنتاجاً.

وتبقى الأنظار مشدودة إلى قادم الأيام، حيث قد تشهد المنطقة جولة جديدة من التصعيد المفتوح، وسط تحذيرات متزايدة من أن تتحول هذه الحرب غير المعلنة إلى مواجهة إقليمية شاملة في حال استمر التصعيد من الجانبين.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img