بقلم: الصحافي حسن الخباز
نزفّ إلى شعبنا الفلسطيني العظيم وإلى شعوب أمتنا العربية والإسلامية الشهيد ناجي أبو سيف، المعروف بأبي حمزة، الناطق باسم سرايا القدس، الذي اغتاله جيش الاحتلال الإسرائيلي في غارة جوية وسط قطاع غزة. هذا الحدث المأساوي، الذي جاء في وقت حساس ومعاناة مستمرة في أرض المقاومة، أثار ردود فعل متباينة على المستوى الدولي والعربي.
من جهة، أعربت حركة الجهاد الإسلامي عن بالغ الحزن والغضب على فقدان أحد أصوات المقاومة البارزة، مؤكدة أن استشهاد أبو حمزة لن يزيدهم إلا إصرارًا على مواصلة النضال والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. وفي تصريح حازم، قالت: “هذه الجرائم لن توقف مسيرتنا، بل ستزيدنا عزيمة على إفشال أهداف العدوان الإسرائيلي بالكامل”.
وفي المقابل، شمت بعض التيارات والمتحالفين العرب الذين يتغنون بتصريحات مهينة وترويضية، محاولين التقليل من قيمة الشهيد. وقد أُطلقت اتهامات لاذعة ضد من يستغلون مثل هذه الأحداث لإثارة الفتن، حيث صرّح أحد المنتقدين بأن “من يحاولون نشر الإشاعات والتلاعب بالحقائق هم مرضى نفسيًا لا يفهمون معنى الوفاء للوطن”.
كما أثارت الغارة الإعلامية التي شنتها بعض وسائل الإعلام الغربية، والتي حاولت تصوير الحدث على أنه عملية إرهابية تليق بممارسات الاحتلال، ردود فعل عنيفة من قبل قيادات المقاومة التي اعتبرت أن استشهاد أبي حمزة هو “ضربة قاضية” في صفوف المحتلين، وأن كل ظهور لشهيدهم يزرع الخوف والرعب في نفوس الصهاينة.
وفي تصريح لاحق، أكد المتحدث باسم حركة حماس أن “العدوان الذي يتعرض له شعبنا لن يثنينا عن مواصلة النضال، وسنرد على كل غدر من الاحتلال بكل حزم”، مشيرًا إلى أن استشهاد الشهيد يشكل دافعًا إضافيًا لتعزيز قدرة المقاومة على إطلاق هجمات مضادة، في إطار الجهود المبذولة لإحباط الخطط العدوانية للكيان المحتل.
هذا الحدث، الذي أسر أعين العالم بتفاصيله المروعة، لم يمر مرور الكرام في الساحة السياسية العربية، حيث أدانت العديد من المنظمات الحقوقية والدولية هذا العمل العنيف، مطالبين بتحقيق شامل ومحاسبة كل من يقف وراء مثل هذه الجرائم. وفي الوقت الذي تحاول فيه القوى الإقليمية والدولية إعادة رسم معادلات الصراع، يبقى السؤال معلقًا: هل سيشكل استشهاد أبي حمزة نقطة تحول تُعيد حدة النضال الفلسطيني، أم أنه مجرد حلقة أخرى في سلسلة طويلة من المآسي التي يعاني منها الشعب؟
إن الشهيد، الذي كان رمزًا للجرأة والنضال في مواجهة الاحتلال، لن يُنسى أبدًا، وسيظل صوته المرهف يشعل قلوب أبناء الوطن العربي، رافضين كل محاولات التلاعب بالحقائق وتشويه التاريخ، مؤكدين أن العدوان الإسرائيلي لن يحقق أهدافه طالما ظل الشعب الفلسطيني والمقاومة حريصين على رد أي غدر يُرتكب بحقهم.