انعقد مؤخراً ما سمي بمؤتمر “جمهورية الريف” على الأراضي الجزائرية، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً حول النوايا والأهداف الحقيقية وراء هذه الخطوة التي تبدو محاولة لاستفزاز المغرب والنيل من وحدته الترابية. غير أن اللافت في الحدث لم يكن المؤتمر بحد ذاته، بل الحضور الإعلامي لبعض القنوات الدولية والإقليمية بجوار الجزائرية ، منها قناة الميادين” الإيرانية ” وقناتا” الشرق” السعودية و”Sky News عربية” الإماراتية.
الميادين وإيران: العداء المعلن
حضور قناة الميادين لا يثير الاستغراب، فهي تعكس توجهات إيران الداعمة لمحاولات زعزعة استقرار الدول العربية والإسلامية، بما يتوافق مع أجندتها الإقليمية. مواقف إيران ضد المغرب و وحدة أراضيه معروفة وممتدة، خصوصاً بعد دعمها الصريح لجبهة البوليساريو، مما يجعلها طرفاً مباشراً في السعي لتقويض السيادة المغربية.
السعودية والإمارات: حضور مثير للدهشة
المثير للاستغراب هو مشاركة قنوات الشرق وSky News عربية في تغطية هذا الحدث. السعودية والإمارات تُعدّان من أبرز حلفاء المغرب في المنطقة، ومواقفهما الرسمية داعمة لوحدته الترابية، سواء في قضية الصحراء المغربية أو في القضايا الأخرى التي تمس استقراره وسيادته.
حسب تصريحات بعض مراسلي القناتين، فقد تم توجيههم لتغطية “نشاط سياسي لأحزاب جزائرية”، إلا أنهم فوجئوا عند وصولهم بأن الأمر يتعلق بمؤتمر يدعو إلى تقسيم المغرب. السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم ينسحب مراسلو القناتين فور اكتشافهم طبيعة الحدث؟
صمت غريب وغير مبرر
ما يضاعف الغموض هو غياب أي توضيح رسمي من المؤسستين الإعلاميتين أو حتى من حكومتي السعودية والإمارات. هذا الصمت يثير تساؤلات عديدة حول:
- أهداف الحضور: هل كان الأمر مجرد خطأ تنظيمي أو تواطؤاً ضمنياً؟
- الموقف الرسمي: لماذا لم يتم إصدار أي بيان يوضح ملابسات مشاركة القناتين في تغطية حدث يضرب في عمق المصالح المغربية؟
- التوقيت الحساس: هذا الحادث يتزامن مع استمرار العلاقات المتوترة بين المغرب والجزائر، مما يجعل أي خطوة من هذا النوع حساسة للغاية.
الانتظار أم المواجهة؟
المغرب، كعادته، يتعامل بحكمة في مثل هذه القضايا، لكن الحادثة تفرض جوابا صريحا و بيان من الدول المعنية . فالدعم السياسي العلني يجب أن يتماشى مع السلوك الإعلامي على أرض الواقع، خصوصاً في قضايا تمس وحدةالمملكة وسيادتها.
حتى حينه، يبقى السؤال مطروحاً: هل ستحسم الرياض وأبوظبي موقفهما بوضوح، أم أن المغرب سيضطر للتعامل مع هذه الحادثة كاختبار لصبره ودبلوماسيته؟