بقلم ايوب الهوري – جريدة ديريكت بريس
شهدت مدينة سيدي رحال الشاطئ، أمس، جريمة قتل مروعة راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر على يد عصابة متخصصة في تجارة المخدرات. الحادث خلف موجة من الغضب والاحتجاجات، حيث قامت عائلة الضحية بنقل جثته إلى أمام مركز الدرك الملكي للتنديد بالوضع الأمني المتردي في المنطقة، مطالبين بفتح تحقيق شامل يكشف جميع المتورطين، سواء في الجريمة أو في تواطؤ محتمل مع تجار المخدرات.
تفاصيل الجريمة: توثيق بالفيديو واعترافات صادمة
الجريمة، التي هزت الرأي العام المحلي، ارتكبت بطريقة صادمة، حيث قام الجناة بتصوير تفاصيلها في شريط فيديو. يظهر في التسجيل أحد أفراد العصابة وهو يتباهى بفعلته، موجها كلامه إلى عنصر من الدرك الملكي « ها هو ا الضابط مفركع تحكر على البراد ها ا ولد …. مووت … »، في مشهد يثير علامات استفهام حول مدى الجرأة التي بلغتها هذه العصابات في تحدي سلطة القانون.الشاب المقتول ، الذي كان ضحية تصفية حسابات مع ما يُعرف بـ عصابة”، “البراد”، هو واحد من الشباب الذين وقعوا براثن إدمان المخدرات التي انتشرت بتراب جماعة سيدي رحال و نشب الخلاف حول عدم إكتمال المبلغ لديه لشراء جرعة مخدرة حسب اقوال عائلته.
بعد استلام جثة الضحية من مستودع الأموات اليوم، قررت عائلته تنظيم وقفة احتجاجية غير مسبوقة أمام مركز الدرك الملكي بسيدي رحال الشاطئ. مرفوقين بسيارة نقل الاموات التي تحمل الفقيد ، ورفع المحتجون شعارات تدين الفراغ الأمني وانتشار تجارة المخدرات بالمدينة ، مشيرين إلى ما اعتبروه “تواطؤاً” من بعض عناصر الدرك مع هذه العصابات، وهو ما يستدعي فتح تحقيق معمق.
رغم سرعة تدخل عناصر الدرك الملكي وإلقائهم القبض على ثلاثة من الجناة المتورطين في الجريمة، إلا أن عائلة الضحية والمحتجين أشاروا إلى وجود أسماء أخرى متورطة في القضية لم يتم إيقافها بعد . ومن بين الأسماء التي وردت خلال الوقفة الاحتجاجية، زعيم العصابة وأحد معاونيه الذين لا يزالان، وفق المحتجين، في حالة سراح و لم يتم الاستماع إليهم.
تعتبر مدينة سيدي رحال الشاطئ، إلى جانب مدن صغيرة مجاورة مثل دار بوعزة وحد السوالم و السوالم الطرفية، نقاطا سوداء لتجارة المخدرات بمختلف أنواعها، بما فيها المواد الصلبة مثل “البوفا”. ورغم الجهود الأمنية المبذولة في هذه المناطق، إلا أن السكان يرون أن انتشار المخدرات بات يشكل تهديداً حقيقياً للسلم الاجتماعي، في ظل ضعف الرقابة وتواطؤ محتمل لبعض العناصر مع هذه الشبكات.
تطالب عائلة الضحية ومعها ساكنة المنطقة بفتح تحقيق عاجل وشامل في ملابسات هذه الجريمة، مع التركيز على دور الأجهزة الأمنية المحلية ومدى فاعليتها في التصدي لهذه الظواهر الإجرامية. كما شددوا على ضرورة إحداث تغييرات جذرية في الهيكلة الأمنية لتجفيف منابع المخدرات ومحاسبة كل من يثبت تورطه، سواء كان من العصابات أو من العناصر المكلفة بتطبيق القانون.
حادثة سيدي رحال الشاطئ ليست مجرد جريمة قتل، بل مؤشر خطير على وضع أمني يحتاج إلى معالجة جذرية. إن ضمان أمن المواطنين ومحاربة تجارة المخدرات بشكل فعال يتطلب إرادة حقيقية وتنسيقاً مستمراً بين مختلف الأجهزة الأمنية والقضائية، مع تعزيز ثقة المواطنين في المؤسسات الأمنية عبر الشفافية والمحاسبة.