محمد حجام.
مع كل موسم شتاء، تعود معاناة ساكنة دوار الغابة بجماعة السوالم الطريفية، إقليم برشيد، إلى الواجهة، حيث يعيش أكثر من 6000 أسرة داخل تجمع سكني عشوائي يفتقر إلى أبسط شروط العيش الكريم. فغياب المسالك الطرقية، وضعف البنية التحتية، وانعدام شبكة الصرف الصحي، كلها عوامل جعلت حياة السكان تتحول إلى كابوس متكرر مع أولى التساقطات المطرية.
يعود تفاقم الوضع في دوار الغابة إلى سنوات خلت، حيث استفحلت ظاهرة البناء العشوائي في ظل غياب حلول سكنية بديلة، إضافة إلى التغيرات الإدارية التي جعلت المنطقة تنتقل من جماعة سيدي رحال الشاطئ إلى جماعة السوالم الطريفية، وهي جماعة تفتقر بدورها إلى الإمكانيات الضرورية لتلبية احتياجات عدد هائل من السكان الذين يزداد عددهم عامًا بعد آخر.
ورغم المجهودات المبذولة من طرف السلطات المحلية والمجتمع المدني، بالإضافة إلى المجلس الجماعي، إلا أن هذه التدخلات تبقى غير كافية أمام حجم المشاكل التي يتخبط فيها الدوار، خاصة خلال فصل الشتاء، حيث تتكرر مآسي غرق المنازل في مياه الأمطار، واضطرار بعض الأسر إلى مغادرتها مؤقتًا بحثًا عن مأوى آمن. ورغم التدخلات المتواصلة من قبل الفاعلين الجمعويين، الذين يستخدمون مضخات لتصريف المياه بدعم من رئيس المجلس، إلا أن الحلول الترقيعية لا يمكنها أن تنهي معاناة الساكنة بشكل نهائي.
يبقى الحل الجذري لهذه الأزمة هو اعتماد سياسة إعادة الإيواء على غرار ما تم في دوار الرواگلة، حيث يمكن للجهات المسؤولة العمل على توفير بدائل سكنية تضمن للساكنة حياة كريمة بعيدًا عن خطر الفيضانات والانهيارات. فهل تتحرك الجهات الوصية لإيجاد حل نهائي لهذه النقطة السوداء أم أن معاناة ساكنة دوار الغابة ستستمر مع كل فصل شتاء؟