بقلم : رجاء العلوي.
عاد رائدا الفضاء “بوتش” و”سوني” ويليامز إلى الأرض بسلام بعد رحلة طويلة قضياها على متن محطة الفضاء الدولية منذ يونيو الماضي. تمت العودة على متن مركبة “دراغون” التابعة لشركة سبيس إكس، حيث هبطت المركبة بأمان قرب ساحل الخليج في منطقة تالاهاسي بفلوريدا، يوم الثلاثاء 18 مارس 2025. عقب الهبوط، خضع الرائدان لفحوصات طبية دقيقة في مركز جونسون للفضاء في هيوستن، وذلك لتقييم آثارهما الصحية الناتجة عن الإقامة الطويلة في الفضاء، مثل ضعف العضلات، ومشكلات الرؤية المرتبطة بمتلازمة “SANS”، وتأثيرات انعدام الجاذبية على القدرات المعرفية.
على الرغم من التزامهما ببرنامج تمارين رياضية مكثف ونظام غذائي عالي السعرات خلال الرحلة، ظهرت عليهما بعض علامات التعب وفقدان الوزن، مما يستدعي فترة تعافي تمتد إلى 45 يومًا على الأقل مع إمكانية استمرار التعافي لبضعة أشهر حتى يعودا إلى حالتهما الطبيعية. وأوضح رائد الفضاء البريطاني المتقاعد تيم بيك أن العودة إلى الجاذبية الأرضية قد تواجه تحديات في البداية، إلا أن التحسن الصحي المتوقع سيُعيدهما تدريجيًا إلى مستوى الأداء المطلوب.
تُعتبر هذه العودة دليلاً على التقدم التقني والقدرات الطبية المتطورة التي تُمكن ناسا من مواجهة تحديات الرحلات الفضائية الطويلة. كما تبرز أهمية الدعم الطبي المتخصص الذي يقدمه المركز الفضائي لضمان سلامة المستكشفين في بيئة لا تشبه شيئًا على الأرض. هذه الإنجازات تؤكد أن التجارب الفضائية ليست مجرد مغامرة علمية، بل هي منصة لتطوير مهارات الحياة والتكيف مع ظروف بيئية قاسية، مما يضع ناسا في طليعة المؤسسات الفضائية عالميًا في سعيها لاستكشاف الكون وتطوير التكنولوجيا الطبية ذات الصلة.