بقلم: الصحافي حسن الخباز
لا حديث لوسائل الإعلام العالمية إلا عن الخبر الصادم الذي فوجئ به العالم، والمتعلق بمبلغ فاتورة كهرباء المسجد الحرام بالسعودية، والذي اعتبره كل المتتبعين وأهل الاختصاص مبالغًا فيها وباهظًا جدًا. فمنذ نشر قناة “الإخبارية” السعودية تقريراً ذكرت فيه أن فاتورة المسجد الحرام تبلغ شهرياً خمسة عشر مليون ريال سعودي، اجتاحت هذه الأرقام وسائل الإعلام وحولت الموضوع إلى قضية ساخرة تناقشها الصحافة الدولية.
وأفاد التقرير أن المسجد الحرام يستهلك يومياً نحو 100 ميغا فولت أمبير، وهو معدل ضخم يعكس متطلبات تشغيل مرافقه المختلفة، بما في ذلك 8 آلاف سماعة، و8 آلاف كاميرا مراقبة، و120 ألف وحدة إنارة، ونظام تبريد بطاقة 155 ألف طن. كما يضم الحرم 883 وحدة تكييف، و4323 مروحة تهوية، و519 سلّمًا كهربائيًا، و100 شاشة تفاعلية تدعم 16 لغة لخدمة الزوار والمصلين.
تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الخبر باعتباره تعبيرًا عن تبذير فاحش وسوء ترشيد للطاقة، وطالبوا باللجوء إلى بدائل أكثر استدامة كالطاقة الشمسية، لتخفيف الأعباء المالية الضخمة التي يستنزفها المرفق الديني الهام. ورأى الكثيرون أن الرقم المذكور يفوق كل التوقعات، مما يدل على تبذير ظاهر في استهلاك مادة حيوية مثل الكهرباء.
في المقابل، عبّر بعض السعوديين عن اعتزازهم وفخرهم بالعناية التي توليها المملكة للحرمين الشريفين، مشيرين إلى أن قيمة الاستهلاك العالية تعكس حرص السلطات على تقديم أفضل الخدمات لزوار الحرمين. ورغم ذلك، يرى منتقدو التبذير أن الخفض في الاستهلاك باستخدام الطاقة المتجددة قد يوفر مبالغ ضخمة يمكن توجيهها إلى دعم الدول المحتاجة، مما يرضي الله والعباد.
ومن المتوقع أن يستمر هذا الجدل، إذ إن استهلاك الطاقة ثمين ويجب الحفاظ عليه من خلال ترشيده وعدم تبذيره. وفي ظل الاعتماد المتزايد في دول عدة على الطاقة المتجددة، يمكن للسعودية أن تتخذ هذا الحل الناجع لتقليل ميزانيات استهلاك الكهرباء، وتكون بذلك عبرة ومثالاً يُحتذى به في العالم العربي والإسلامي.