بقلم: الصحافي حسن الخباز
عندما نقول مجازًا إن شيئًا انتشر كالنار في الهشيم، فإن حرائق لوس أنجلوس قدمت مثالًا حيًا لهذا الوصف. في غضون ساعات قليلة، اجتاحت النيران مناطق واسعة من الولاية، مدمرة كل ما في طريقها. الخسائر كانت جسيمة، وأظهرت مدى هشاشة سوق التأمين في كاليفورنيا.
هذه الحرائق كشفت أيضًا أزمة حقيقية في الموارد. رجال الإطفاء، في محاولاتهم اليائسة للسيطرة على النيران، اضطروا لاستخدام وسائل بدائية، مثل ملء الحقائب النسائية بالماء. الكارثة الإنسانية والاقتصادية التي نتجت عن هذه الحرائق كانت غير مسبوقة.
الغريب في الأمر أن المناطق المتضررة معروفة منذ زمن بأنها عرضة للكوارث الطبيعية، وكان من المفترض أن تكون هناك خطط احتياطية جاهزة للتعامل مع مثل هذه الأزمات، لكن النتيجة كانت خسائر بمليارات الدولارات، مع تدهور الاقتصاد المحلي وسقوط سعر الدولار.
منذ عام 2022، بدأت بعض شركات التأمين بالانسحاب من السوق، مما يهدد بانهيار سوق الإسكان ويعيد إلى الأذهان أزمة مالية مشابهة لتلك التي وقعت في 2008. رغم المساعدات الدولية التي تطوعت بعض الدول لتقديمها، فإن النيران لا تزال تلتهم المزيد من المناطق بسبب الرياح والأعاصير.
حرائق لوس أنجلوس الأخيرة هي الأكثر تكلفة، حيث تجاوزت الخسائر حتى الآن 100 مليار دولار، مع توقعات بارتفاع هذا الرقم. الأضرار طالت معالم تاريخية وعقارات فاخرة، مما أدى إلى تدمير شامل للمدينة.
الرئيس جو بايدن وصف هذه الحرائق بأنها حرب دمرت المدينة، مشيرًا إلى أعمال نهب وقعت في خضم الكارثة. هذه الأزمة كشفت عن وجه آخر لأمريكا، دولة عظمى وقفت عاجزة أمام غضب الطبيعة.
على الجانب الآخر، تفاعل الشعوب العربية مع هذه الحرائق كان ملحوظًا، حيث عبّر الكثيرون عن شماتتهم في ما أصاب الولايات المتحدة، معتبرين أنها تمثل “الشيطان الأكبر” بسبب سياساتها العدوانية، خصوصًا تجاه الشرق الأوسط. هذه المشاعر زادت حدتها بعد تهديدات الرئيس السابق دونالد ترامب بإشعال المنطقة إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس.