سطات – العلوي زكرياء.
تعيش ملحقة سطات للمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة على وقع احتقان غير مسبوق، بعدما فاض الكيل بأطرها الإدارية والتربوية، وقرّر المكتب المحلي للجامعة الوطنية للصحة المنضوي تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل كسر جدار الصمت، وإطلاق رصاصة تحذير مدوية ضد ما أسماه “عبثًا إداريًا وتسييرًا فردانيًا يضرب في العمق كرامة العاملين داخل المؤسسة”.
في بيان استنكاري لاذع صدر يوم 23 ماي الجاري، لم يتردد المكتب النقابي في دق ناقوس الخطر، ووصف المديرة بالنيابة بأنها تمارس “تسيير الضيعات”، في تحدٍّ صارخ لكل الضوابط الإدارية والتربوية، وفي استخفاف فجٍّ بروح المؤسسة ومواردها البشرية.
وحسب البيان النقابي، فإن الوضع داخل المعهد خرج عن السيطرة، بعد استقالة المسؤولة عن الوحدة البيداغوجية، مما خلف فراغًا تربويًا قاتلًا، وساهم في تفاقم الفوضى داخل مؤسسة يُفترض أن تكون نموذجًا للانضباط والتكوين الصحي الرصين.
الأدهى من ذلك، حسب ذات المصدر، هو “رفض المديرة إصدار مذكرات مصلحية واضحة، واعتمادها على الغموض كأسلوب ممنهج لتفكيك الإدارة وضرب الانسجام الداخلي”، فضلًا عن “إقصاء ممنهج للأطر الإدارية، والتقليل من دورها الحيوي في تسيير دواليب المعهد”.
ولم يتوقف مسلسل التسيب عند هذا الحد، بل أشار البيان إلى “استعمال لغة مهينة وغير إدارية في مخاطبة الموظفين، والتضييق المفضوح على الحريات النقابية، مع محاولة الالتفاف على الحق المشروع في التنظيم والتعبير، المكفول بدستور المملكة والمواثيق الدولية”.
وصف المكتب المحلي المديرة بالنيابة بأنها “تحتفظ بالوثائق وتمنع الموظفين من نسخها”، ما يفتح الباب أمام التلاعب وطمس المعالم، في وقت تعيش فيه الإدارة العمومية لحظة إصلاح تُبنى على الشفافية والربط بالمسؤولية.
أين وزارة الصحة؟ أين المفتشية العامة؟
البيان لم يخف صدمته من حالة “التسيير الانفرادي وغياب الحوار مع مكونات المعهد، مما أجج مشاعر الغضب والاحتقان بين الأطر الصحية”، محملًا المديرة بالنيابة كامل المسؤولية في ما آلت إليه الأوضاع.
إنها صورة قاتمة تُسائل وزارة الصحة بشكل مباشر: كيف يُسمح بتحويل مؤسسة للتكوين الصحي إلى فضاء للضغط والعبث؟ وأين المفتشية العامة للوزارة من هذه الممارسات التي تمس بجوهر الإصلاح الصحي الذي دعا إليه جلالة الملك محمد السادس في خطاباته السامية؟
أمام هذا الوضع المختل، يؤكد المكتب المحلي عزمه خوض خطوات نضالية تصعيدية، داعيًا كل مناضلات ومناضلي الجامعة الوطنية للصحة إلى التعبئة الواسعة، دفاعًا عن الكرامة، وردًّا على محاولات تحويل المعهد إلى ملكية خاصة.
“العمل النقابي حق لا نقاش فيه، والكرامة خط أحمر”… هكذا ختم البيان رسالته، بينما يترقب الرأي العام المحلي والوطني تحركًا رسميًا يعيد للمعهد هيبته، ويضع حدًا لهذه الفوضى المقننة.
